يا شعب الجزائر أفيق

أولا الإختطاف
ما تعريف الإختطاف ؟
الإختطاف هو أن تنقل من مكان إلى مكان أخر غصبا عنك و تحجب عن العالم الذي كنت فيه أو العالم الذي تستحق أن تكون فيه و لا يتم خطفك إلا لأنك قد تكون مصدر ربح للخاطف أو أنك تشكل خطر عليه و منه نستنتج أنه هناك خاطف و مخطوف و بالمثال التالي يتضح التعريف .
1- عندنا مجموعة خطفت شخص، فهي تطمع في كسب فدية أو الإستفادة من معلومات توجد عنده .
2- عندنا مجموعة خطفت شخص، فهو يشكل خطر عليها إما عنده أسرار لهم أو هو أحق بالمكان الذين هم فيه أو هو الأحق بالأموال التي يسحوذون عليها.
سوف نبدأ الأن عن إختطاف الشعب وهذا هو الموضوع.
نعم يختطف الشعب، لن أقول كيف يختطف و لكن أقول كيف خطف.
أنواع الإختطافات التي تعرض لها الشعب :
1- خطف الشعب عن العلم : فجيل الإستقلال كان بينه و بين مصدر العلم تواصل فتجد الكثير من الناس يقول لك علمني الشيخ الفلاني سمعت من الشيخ الفلاني .
ثم جاء جيل الثمانينيات فانقطع المصدر فأصبح يأخذ علمه من مصادر غير مؤهلة فتجد الأطفال الصغار يتعلمون من محفظ القرآن الكريم كل ما يتعلق بدينهم مع أنه قد يكون لا يملك العلم الشرعي الحقيقي الذي وصى به النبي صلى الله عليه وسلم و هذا للأسف كان الغالب، ومن جهة أخرى أخذ هذا الجيل من المدرسة التي جردت من وظيفتها الحقيقية فأصبح التلميذ الصغير يملئ عقله بمواد كثيرة من دون فهم فتأخذ هذه المواد مكان العلم الشرعي فنجد في سكان الشمال جل جيل الثمانينيات بعيدين عن الصلاة و عن أحكام الدين البسيطة و قبل سنوات إنظم إليهم سكان الجنوب، فأختطف جيل كامل (مع بعض الإستثناء) و الواقع أبلغ من الكلام، فلا نتعجب عندما نرى شباب شعورهم بألوان و أشكال غريبة، و تجد شباب يتشبهنا بالبنات و بنات يتشبهن بالذكور و هم الأكثر، فهذا الجيل كان تحصيل حاصل فعندما تختطف جيل عن مصدر علمه من كتاب وسنة و شيوخ يسمعون منهم و مدرسة تربي و تغرس العلم الشرعي ثم العلم الدنيوي النافع تكون النتيجة هذا الواقع الحالي فهم مجني عليهم أكثر مما جنوه على أنفسهم.
2- خطف الشعب عن الماضي و التاريخ : فجيل الثمانينيات لا يكاد يعلم من السيرة النبوية و تاريخ الخلفاء و تاريخ الفتوحات و تاريخ الإستدمار (الإستعمار) إلا القليل أو ما أريد له أن يعرف فلا تعجب عندما تجد شخص إسمه *محمد* و لكنه يفضل - موح – أو يغير إسمه بالكامل فلا تعجب عندما تجد شخص لا يعرف من السيرة النبوية إلا ما أخذه من فيلم -الرسالة- فلا تعجب عندما تجد شخص لا يعرف سيرة الخلفاء و إنجازاتهم لا تعجب عندما تجد جل الشعب الجزائري لا يعرف قبور الشهداء الذين أشعلوا الثورة لا تعجب عندما تجد الشعب لا يعرف ماذا يوجد في اتفاقية إفيان الأولى و الثانية لا تعجب عندما لا يعلم الشعب ماذا حدث في 1965 و 1978 بعد موت بومدين و منذ هذا التاريخ أي 1978 وحتى اليوم فلا تسأل أبدا .


3- خطف الشعب عن ضميره
تعريف الضمير : الضمير أو ما قد يسمي " الوجدان " هو قدرة الإنسان على التمييز فيما إذا كان عمل ما خطأ أم صواب أو التمييز بين ما هو حق وما هو باطل ، وهو الذي يؤدي إلى الشعور بالندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقية ، وإلى الشعور بالإستقامة أو النزاهة عندما تتفق الأفعال مع القيم الأخلاقية ، وهنا قد يختلف الأمر نتيجة إختلاف البيئة أو النشأة أو مفهوم الأخلاق لدي كل إنسان.
خطفوا منا الضمير فلم يبقى لنا حاجز يحيل بيننا وبين المحرمات و الرذائل فكل شيئ مباح الخمر الزنى سب الله و الرسول و لن يعاقب قانونهم عليها
خطفوا من الضمير حتى أصبح الإحساس بأخي المسلم المجاهد ممنوع و تهمته دعم الإرهاب
ثانيا السجن
ما تعريف السجن : هو تقيد والإنسان عن فعل كل ما يحبه و عن كل ما إعتاد على فعله
لماذا يسجن الإنسان ؟
يسجن الإنسان لأن لديه القدرة على التأثير و التغيير،يسجن الإنسان لأنه يكون ذو خطر على المجتمع .
كيف يسجن الإنسان : يسجن الإنسان بوضع حاجز بينه و بين واقعه بينه وبين الناس المحطين به في حياته اليومية وهذ السجن هو سجن للأبدان .
أما السجن الذي أريد التحدث عنه هم سجن العقول، سجن عقل الإنسان على التفكير سجن عقل الإنسان على التمييز بين الحق و الباطل سجن عقل الإنسان في زاوية ضيقة من الواقع و الحقيقة ، سجن الإنسان في تواريخ معينة من الحياة
سجن الإنسان عن التفكير : سجنونا عن التفكير بجعلنا لا نطرح الأسئلة سجنونا بحيث لم نعد نبحث عن تفسير الأشياء
سجنونا عن إدراك الأشياء لم نعد نفهم ما يحدث من حولنا.
سجنونا عند تاريخ الثورة و تاريخ الإستقلال و أصبحت منطلق لعزتنا و التفاخر به بين الأمم، لم نعد نرى أكثر من هذين التاريخين.
قد يكون الإنسان حر وهو وراء القضبان فالسجن سجن العقول و سجن الضمائر فعندما يسجن العقل يصبح الشخص جثة تساق حسب رغبة السجان و عندما يسجن الضمير يفعل الإنسان كل ما يأمر به من دون إحساس بالمسؤولية و يصبح حينها أشبه بالحيوان.